بعد أن أخبرتك برحلة الكربوهيدرات داخل جسم الإنسان ، و رحلة البروتينات داخل جسم الإنسان ، و رحلة الدهون داخل جسم الإنسان ، ها قد إقتربت نهاية رحلتنا مع العناصر الغذائية داخل جسم الإنسان ، تنتقل عناصر الغذاء الممتصة إلى خلايا الجسم عن طريق ما يسمى Cardiovascular System والذي يتكون من القلب و الأوعية الدموية ويختلف طريق إنتقال العناصر الغذائية خلال تيار الدم طبقاً لنوع العنصر الغذائي.

حيث نجد أن الأحماض الأمينية الناتجة من تحلل البروتينات و السكريات البسيطة الناتجة من تحلل المواد الكربوهيدراتية و عناصر الدهون الذائبة فى الماء و الناتجة من هضم الدهون فى الغذاء كذلك يمتص مباشرة خلال الدورة الدموية ، اما لتمتص المواد الدهنية الغير ذائبة فى الماء فلابد لها أن تدخل نظام آخر فى الجسم يسمى بالجهاز اللمفاوي Lymphatic System قبل دخولها الدم ، والـ Cardiovascular System هو عبرة عن نظام يتكون من شبكة مغلقة يتم خلاله ضخ الدم فى الجسم حيث يحمل الدم العناصر الغذائية الممتصة و الأوكسجين إلى أعضاء الجسم الداخلية وخلايا الجسم المختلفة كما يعمل على التخلص من نواتج هذه العملية من خلال الجسم ، كذلك يحمل الدم المواد الآخرى مثل الهرمونات من جزء إلى آخر داخل الجسم.

يعمل الوريد الكبدي البابي علي نقل الدم من المعدة و الأمعاء الدقيقة إلى الوريد الكبدي البابى ثم إلى الكبد ، والعناصر الممتصة تنتقل إلى خلايا الجسم عن طريق أحدى الطريقتين :-

تمر نواتج عملية الهضم الذائبة فى الماء فى الأمعاء الدقيقة و التى تشتمل كل من الأحماض الأمينية و السكريات الأحادية وبعض نواتج هضم الدهون الذائبة فى الماء و تعبر خميلات الأمعاء الدقيقة إلى الشعيرات الدموية الدقيقة Capillaries التى تتجمع مكونة أوعية أكبر فأكبر فى الجسم والتى تكون فى النهاية الوريد الكبدى البابى ، وهذا الوريد البابى يحمل الدم مباشرة إلى الكبد حيث تصنع العناصر الغذائية الممتصة فى الكبد قبل إنتقالها و دخولها إلى الدورة العامة و فى هذه الحالة فأن الكبد يعمل كبوبة حراسة تسمي Gatekeeper بين المواد الممتصة من الأمعاء الدقيقة و باقى مكونات الجسم و الكبد تخزن بعض العناصر الغذائية الممتصة و البعض الآخر يتحول إلى صورة آخرى و البعض الأخر يسمح الكبد له بالمرور دون أي تغير ، وعلى هذا أساس الإحتياجات الضرورية اللازمة للجسم فأن الكبد يقرر عما إذا كانت بعض العناصر الغذائية تخزن فيه أو ترسل مباشرة إلى الخلايا.

على سبيل المثال نجد أن الكبد بالإستعانة ببعض الهرمونات التى تفرز من البنكرياس يحافظ على مستوى سكر الدم عند مستوى ثابت عن طريق نقل السكر من الوريد البابى وتخزينه أو إرسال الجلوكوز الممتص إلى خلايا الجسم أو تحرير الجلوكوز المخزن فيه إلى الدم ، كما أن الكبد له أهمية كبيرة فى تخليق وتحليل الأحماض الأمينية و البروتينات و الدهون كذلك فأن الكبد يقوم بتحوير نواتج تكسير البروتينات وتحويلها إلى مكونات أو جزئيات تنقل بأمان إلى الكلى أو لأخراجها من الجسم كما أن الكبد يحتوي على نظام أنزيمي يحمى الجسم من بعض السموم التى تمتص من القناة الهضمية.

 الجهاز اللمفاوي يتكون فى الجسم من شبكة من الأوعية تعمل على تجميع السوائل الزائدة عن حاجة الخلايا المتواجدة بين خلايا الجسم و إعادة هذه السوائل مرة آخرى إلى تيار الدم ، ويعمل هذا النظام على حمل السوائل الناتجة من الخلايا إلى خارجها وليس إليها ، بعكس الحال فى الأوعية الدموية إلى ومن الخلايا.

لابد للجسم من التخلص من نواتج عملية الهضم و التمثيل الغذائي التى تتم فى الأغذية التى يتناولها الفرد كل يوم ، فالمواد مثل الألياف لا يمكن للجسم أن يمتصها من الأمعاء الدقيقة و لابد و أن يتخلص منها الجسم عن طريق القناة الهضمية فى البراز ، بينما الفضلات الناتجة عن عملية التمثيل الغذائي الخلوى مثل ثاني أكسيد الكربون و النيتروجين و الماء يتم التخلص منها عن طريق الرئتين و الجلد و الكلى.