سكر الفركتوز أو سكر الفاكهه كما يطلق عليه أحياناً هو سكر أحادي يتميز بدرجة حلاوة أكبر من الجلوكوز ، يتواجد في الفاكهه و الخضار و العديد من الأطعمة المصنعة كما أحد السكريات البسيطة ، أيضاً يدخل في تكوين السكر الأبيض أو سكر المائدة ، ويسبب الإستهلاك المفرط من الفركتوز إلي العديد من المشاكل الصحية منها إرتفاع سكر الدم و الإصابة بأمراض مزمنة كالسمنة والسكرى من النوع الثاني حيث إنه من تأثيرات الفركتوز علي الدماغ بأنه لا يرسل إشارات الشبع إلي الدماغ عكس سكر الجلوكوز الذي يقوم بذلك ، وهذا يعني تناول المزيد من الطعام دون توليد الإشارات اللازمة لضبط تلك العملية ، ليصبح ذلك السبب الرئيسي وراء دور الفركتوز في البدانه والعديد من الأمراض التى تتبع السمنة ، وبصفة عامه يمثل الإختيار الأفضل عند تناول الكربوهيدرات إختيار الكربوهيدرات المعقدة كانشويات و الألياف أكثر من السكريات وهذا ما شرحته في مقال آخر بشكل مفصل ، كما يدخل الفركتوز في صناعة العديد من المشروبات والسوائل السكرية مما يرفع من محتوى السعرات الحرارية الفارغة ، ولكن هل حقاً يمكن إنتاج سكر الفركتوز في مخ الإنسان!!.

تمكن فريق بحثي من العلماء بجامعه بيل من خلال دراسة بحثية بتأكيد وجود تأثيرات لكل من الفركتوز و الجلوكوز على النشاط الدماغى كما ذكرت في السطور الماضية ، ولكن أثناء بحث فريق العلماء أثيرت تساؤلات كانت تحتاج إلي إجابات حول سكر الفركتوز . من أين يأتي !؟ هل أتي من الغذاء بشكل كامل !؟ أم الجسم ينتج جزء منه كما يحدث مع الكوليسترول !؟ وما حقيقة هذه التساؤلات !؟.

تابع الفريق البحثي دراسة الموضوع بنطاق أوسع وفي النهاية توصلوا إلى أن إنتاج الفركتوز يمكن أن يحدث فى دماغ الإنسان ناتجاً من سكر الدم ( الجلوكوز ) ، وكانت هذه المرة الأولى في العصر البشري التى يتم فيها تأكيد إنتاج الفركتوز فى دماغ الإنسان . حيث تم إعتماد هذه النتيجة بعد تجربة تم فيها إعطاء المشاركون خلالها محاليل من الجلوكوز بواسطة تسريب وريدي علي مدى أربع ساعات ، وتم بعدها قياس مستويات السكر في أدمغتهم بإستخدام منظار تحليل الطيف بالرنين المغناطيسي بالإضافة إلي قياس مستوياته في الدم.

وجد الباحثون إن مستويات الفركتوز الدماغى قد إرتفعت إرتفاعاُ ملحوظاً نتيجة لتسريب الجلوكوز وريدياً !! ، مع حدوث تغير بسيط فقط في مستوياته الدموية ، وهنا أرجع الباحثون أن مشاكل السمنه حقاُ قد يكون السبب ورائها بشكل كبير هو الفركتوز وما يزيد بسبب إنتاجه في مخ الإنسان حيث إنه يسبب مشاكل السمنة بسبب تأثيراته على الدماغ التى سبق وذكرتها في بداية المقال حيث إنه لا يرسل إشارات الشبع إلى الدماغ عكس سكر الجلوكوز ، وهذا يعني تناول المزيد من الطعام بدون إعطاء إشارات لضبط تلك العملية.