الذاكرة العضلية - حقيقة أم خرافة !
كثيراً ما نسمع مصطلح الذاكرة العضلية أو ذاكرة العضلات فما صحة ما يتردد على مواقع التواصل الإجتماعى فيما يتعلق بقدرتك على إسترجاع مكاسبك العضلية بسرعة عند العودة للتدريب بعد الإنقطاع فترة لتكون كلمة السر هي " الذاكرة العضلية " ! . فهل هذا الإدعاء حقيقة أم خرافة !؟ وهل هناك ما يدعى بالذاكرة العضلية حقاً !؟ و هل لها دور فى إسترجاع المكاسب العضلية بسرعة عند العودة للتدريب بعد الإنقطاع !؟.
تحذير : نظراً لما يتعرض له الموقع من سرقة يومية للمقالات ، نقوم بالبحث الدائم عن أى محتوى منقول أو منسوخ للإبلاغ عن تلك المواقع لفرض العقوبات اللازمة حسب سياسات جوجل لحقوق الطبع والنشر ، لذا وجب التنويه.
بالفعل قد إكتشف الباحثين وجود نوع من ذاكرة العضلات موجود على المستوى الجيني ، و تؤثر تلك الذاكرة بشكل واضح على المكاسب العضلية و نمو العضلات.
قد أعلن مجموعة من العلماء بقيادة فريق من جامعة كييل Kiel University أن فترات المكاسب العضلية و فترات نمو العضلات الهيكلية يتم تسجيلها عن طريق جينات الخلايا العضلية نفسها ، و إن الأمر له علاقة بإشارات أو علامات كيميائية ، حيث توصف تلك الإشارات الكيميائية بأنها تعديلات جينية Epigenetic Modifications ، و المقصود هنا بمصطلح " التعديلات الجينية " إلى تأثير البيئة الخارجية على الحمض النووي أو الـ ( DNA ) ، وهذا التعديل لا يعنى تعرض الـ ( DNA ) للتغيير بل يعنى حدوث تعديل على سلوك الجينات ، أو بمعنى آخر تتحكم تلك المواد الكيميائية فى تنشيط أو تثبيط عمل تلك الجينات ، بالتالى فإن تلك العلامات الكيميائية المذكورة ماهى إلا ملحقات للـ ( DNA ) تتحكم فى مدى نشاطه أو خموله ، وقد قام العلماء بتحليل ما يزيد على 850 ألف من المواقع على الـ ( DNA ) لإكتشاف وتحديد تلك العلامات الكيميائية.
وخلال الدراسات قام مجموعة من الرجال الأصحاء بآداء تدريبات رياضية لزيادة الكتلة العضلية لأسابيع عدة قبل أن يتوقفوا عن التدريب لفترة محددة ثم العودة إلى التدريبات مرة أخرى ، وبالطبع فإن الكتلة العضلية قد زادت عند بدء التدريبات فى المرة الأولى ثم تراجعت عند التوقف عن التدريب ، لتعود الكتلة العضلية مرة أخرى للزيادة مع العودة للتدريبات من جديد ، وخلال مراحل التجربة المختلفة تم الحصول على عينات من الـ ( DNA ) الخاصة بهؤلاء الرجال ، و تم تحديد تلك العلامات الكيميائية المرتبطة بالـ ( DNA ) بعد فحص تلك العينات ، كما إتضح من الفحص أن تلك العلامات الكيميائية كانت تقلل من نشاط الـ ( DNA ) للخلية العضلية ، مما يعني أن وجود تلك العلامات بكثرة يؤدى إلى تثبيط نمو الخلية و العكس صحيح.
ولكن المثير للإهتمام هو توقيت ظهور و إختفاء تلك العلامات الكيميائية ، حيث أشار العلماء إلى أن التدريب العضلى قد تسبب فى تقليل العلامات الكيميائية المرتبطة بالـ ( DNA ) للخلايا مما سمح بنمو الخلايا العضلية بشكل أسرع و أكبر عن المرة الأولى ، و المثير للإهتمام أيضاً هو أن بعض جينات الـ ( DNA ) قد ظلت بلا علامات كيميائية حتي بعد التوقف عن التدريب الرياضى و خسارة الكتلة العضلية المكتسبة.
والجدير بالذكر أنه خلال التجربة بعد عودة الرجال إلى التدريب مرة أخرى فإن الـ ( DNA ) الخاص بالخلايا العضلية كان أكثر نشاطاً من المرة الأولى مما ساهم أيضاً بنمو أسرع و أكبر فى الكتلة العضلية ، وهو ما يشير بوضوح إلى أن الـ ( DNA ) قد إحتفظ بذكريات من التجربة الأولى سمحت له بنشاط أكبر عند تعرضه لتجربة جديدة مشابهة ، مما يؤكد على وجود ذاكرة للعضلات و دورها الواضح فى إسترجاع المكاسب العضلية بشكل أسرع و أكبر مما كانت عليه عند العودة للتدريب بعد فترة إنقطاع.
هل تبحث عن مدرب خاص يصمم لك برامجك التدريبية و الغذائية و يكون معك خطوة بخطوة حتي تصل إلي هدفك !؟
المصادر و الدراسات و المراجع المعتمد عليها خلال كتابتى للمقال :-
لا تنسي الإشتراك بمجموعة قنوات يلا فيتنس على اليوتيوب وتفعيل زر الجرس ليصلك كل ماهو جديد ومميز.