إضطرابات فرط النشاط و نقص الانتباه أو ما يطلق عليها بالـ Attention Deficit / Hyperactivity Disorder - ADHD تعتبر من أكثر الاضطرابات إنتشاراً بين الأطفال ، وتستمر هذه الإضطرابات حتى سن المراهقة ، وللأسف ما زال سببها مجهولاً حتى هذه اللحظة ، إلا أن الدراسات أكدت أن هذه الإضطرابات ناتج عن عوامل وراثية و بيئية في وقت واحد ، وعادة يعاني الطفل المصاب بهذه الاضطرابات من ضعف القدرة على التركيز و قلة الانتباه ، والتي قد تكون مترافقة في بعض الأحيان بفرط في النشاط مع تصرفات غريبة و متهورة لا يسبقها تفكير بالعواقب.

قد أثبتت العديد من الدراسات إرتباط معدل زيادة الإصابة بالـ ADHD بالكثير من العوامل الخارجية خلال فترة الحمل أولها شرب الكحول و التدخين ، وبهدف تقصي العلاقة بين االأم الحامل وتغذيتها وإصابة الجنين باضطرابات الـ ADHD و إكتشاف آليتها ، أجريت دراسة في جامعة بريستول في بريطانيا The University of Bristol و جامعة الملك في لندن King's College ، تم نشر نتائج هذه الدراسات في مجلة الطب النفسي وعلم نفس الأطفال The Journal of Child Psychology And Psychiatry.

تمت في هذه الدراسة مقارنة بيانات 83 طفل يعانون من بداية مبكرة في الـ ADHD ، مع 81 طفلا لديهم مستويات منخفضة من الـ ADHD . وقيم الباحثون تأثير تغذية إمهاتهم على التغيرات فوق الوراثية Epigenetic Changes الخاصة بالمورث المعروف بإسم باسم Insulin Like Growth Factor 2 - IGF2  وهو المسؤول عن نمو الجنين وتطور المناطق المسؤولة عن حدوث اضطراب ADHD وهي المخيخ Cerebellum والحصين Hippocampus.

وجد العلماء أن سوء التغذية خلال فترة الحمل بالإضافة إلى الاعتماد على وجبات غذائية عالية السكريات و الدهون مع الإكثار من الحلويات و الأغذية المصنعة قد إرتبطت جميعها مع ارتفاع مثيلة المورث IGF2 لدى الأطفال الذين أظهروا علامات الـ ADHD مبكراً وأولئك الذين كانت لديهم مستويات منخفضة من الـ ADHD على حد سواء ، علماً أن مستويات مثيلة المورث IGF2 المرتفعة  قد اكتشفت في وقت سابق عند الأطفال الذين تعرضت أمهاتهم للمجاعات خلال الحرب العالمية الثانية في هولندا، وهذا يشير إلى التأثير السلبي للأنظمة الغذائية على الطبيعة فوق الوراثية للحمض النووي.

أيضاً تم ملاحظة إرتباط إرتفاع مستويات مثيلة المورث IGF2 مع زيادة أعراض الـ ADHD عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 : 13 عام ، ولكن هذه النتيجة كانت محصورة بين الأطفال الذين أبدوا علامات مبكرة من الاضطرابات السلوكية ، وتؤكد نتائج هذه الدراسة على أهمية اتباع الأم لنظام غذائي صحي خلال فترة الحمل ، حيث هناك علاقة بين النظام الغذائي الغير الصحي للأم والاضطرابات السلوكية بصفة عامة لدى الأطفال خاصة اضطراب الـ ADHD.