أين تذهب الدهون التي تحرقها !!

على مستوى العالم تعتبر السمنة Obesity ظاهرة شائعة و منتشرة على نحو واسع ، و من أكثر الأمور التى شغلت ذهن أخصائى التغذية هو معرفة مصير الدهون الزائدة التي يفقدها الجسم عند إتباع نظام غذائي صحي لإنقاص الوزن ، أين تذهب تلك الدهون و كيف تخرج من الجسم وما هي طريقة خروجها ، كان الاعتقاد الشائع أن هذه الدهون تخضع لعمليات استقلابية عند خسارة الوزن متحولة إلى طاقة أو حرارة يستهلكها الجسم.

تحذير : نظراً لما يتعرض له الموقع من سرقة يومية للمقالات ، نقوم بالبحث الدائم عن أى محتوى منقول أو منسوخ للإبلاغ عن تلك المواقع لفرض العقوبات اللازمة حسب سياسات جوجل لحقوق الطبع والنشر ، لذا وجب التنويه.

ظل هذا التفسير سائداً حتى اخر دراسة توصل إليها فريق من الباحثين في استراليا حيث وجدوا بأن معظم الدهون تطرح إلى خارج الجسم عن طريق عملية التنفس على شكل غاز ثاني أكسيد الكربون خلال عملية الزفير !.

قد يبدو هذا التفسير عندما تسمعه لأول مرة غريباً بعض الشيء أو غير منطقي ، حيث أننا لا نستطيع رؤية غاز ثاني أكسيد الكربون التي يخرجه الجسم مع عملية الزفيرو إليكم التوضيح :-

وجد الباحثون بأن كل ( 10 كجم ) من الدهون التي يخسرها الجسم يتحول منها ( 8.4 كجم ) إلى غاز ثاني أكسيد الكربون والذي يطرح خلال عملية الزفير ، و الـ ( 1.6 كجم ) الباقيين يتحولوا إلى الماء والذى يطرح من خلال عمليات التعرق و طرح الفضلات ( البول و البراز ) و التنفس و الدموع وسوائل الجسم الأخرى.

إن المبدأ الذي اعتمد عليه الباحثين خلال الدراسة جعلهم يقروا أن التفسير السابق الذى كانت سائداً لتفسير مصير الدهون التى يفقدها الجسم كان مخالفاً لمبدأ حفظ الطاقة الفزيائى الذي يقول " إن الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم ، إنما تتحول من شكل إلى شكل آخر".

ففي الدراسة التي أجريت بعد الحصول على نتائج الاستبيان الذي شمل 150 طبيباً و أخصائي تغذية والتي أظهرت أن أكثر من 50 % ( وهذه نسبة كبيرة جداً ) منهم يعتقدون بتحول الدهون إلى طاقة أو حرارة ، قام الباحثون بحساب نتائج التفاعلات البيولوجية الحيوية الناتجة عن عملية خسارة الوزن وفق الاتي :-

تم حساب الوزن الناتج عن عملية تحول الكربوهيدرات Carbohydrates و البروتينات Proteins التي نتناولها و التي يقوم الجسم بتحويلها من خلال العمليات الاستقلابية Metabolic Processes إلى دهون ثلاثية Triglycerides ( تتألف البنية الجزيئية لهذه الدهون من كربون Carbon ، هيدروجين Hydrogen و أكسجين Oxygen ) ، ولاحقا يقوم بتخزينها ضمن الخلايا الدهنية على شكل قطرات دهنية.

و تعتمد خسارة الوزن على تحطيم هذه الدهون الثلاثية ، ولكى يتم تكسير ( 10 كجم ) من الدهون نحتاج إلى إستنشاق ( 20 كجم ) من الأكسجين و إستهلاك أو حرق ( 49.000 ) سعر حراري ، حيث ينتج عن هذه العملية ( 28 كجم ) من غاز ثاني أكسيد الكربون و ( 11 كجم ) من الماء ، ومن هنا وجد الباحثون أن الرئتين هما الجهاز الأساسي الذى تطرح من خلاله الدهون حيث يتم طرح ( 84 % ) منها خلال عملية الزفير على شكل غاز ثاني أكسيد الكربون و ماتبقى ( 16 % ) يتحول إلى ماء.

توضح الصورة التالية التفاعلات السابقة ، حيث أن الأكسجين يرمز له بالرمز ( O2 ) ، والماء يرمز له بالرمز ( H2O ) ، و ثاني أكسيد الكربون يرمز له بالرمز ( CO2 ) :-

ولكن هل يمكن للتنفس العميق أن يساهم وحده بخسارة الوزن !

بالطبع لا ، حيث أن زيادة عمليات التنفس عن المعدل الطبيعي الذي تحتاجه العمليات الإستقلابية في جسم الإنسان يسبب فرطاً في التنفس مسبباً الدوخة و زيادة معدل ضربات القلب و فقدان الوعي ، حيث أن الإنسان في حالة الراحة يتنفس في الدقيقة الواحدة 12 مرة ( يقوم بعملية الشهيق و الزفير 12 مرة ) ، أي أنه يتنفس في اليوم الواحد 17280 مرة وفي كل عملية تنفس يقوم بها الجسم يحتاج إلى 10 ( ملجم ) من الكربون ، كما أن الرياضة تساعد في تحطيم المزيد من الدهون و طرح المزيد من غاز ثاني أكسيد الكربون.

أخيراً أوصى الباحثون بضرورة إدراج تلك المفاهيم حول آليات فقدان الوزن في مناهج الدراسة لتصحيح المعلومات الخاطئة بين الناس و حتى المختصين ، صحيح أن الدهون المخزنة فى الجسم تعتبر مصدراً للطاقة خلال بعض العمليات الحيوية الفرعية المعقدة التى تحدث داخل أجسامنا لكنها لا تتحول إلى طاقة يستهلكها الجسم ومن ثم تفنى ، فليس من المنطقى أن يتحول كيان ( الدهون ) إلى كيان آخر ( الطاقة ) ومن ثم يحرق أو يستهلك و يختفى تماماً ، هذا الكلام خاطئ تماماً.

إذا كانت لديك أسئلة أو آراء إضافية ، فاتركها في قسم التعليقات.